لماذا تغيبينَ مثلَ النجومْ
وراءَ المحيطاتِ تنأيْنَ عني
وراءَ الغيومْ
وأبقى الى الصبح ِ أرنو اليكِ
أ هذا الذي أشكوهُ دوما ً اليكِ
طويلا ً يدومْ ؟
حرامٌ عليكِ
* * *
لماذا تطيرينَ بي عاليا ً في الفضاءْ؟
و تُلقينني مثلَ حبّاتِ ماءْ
بوجهِ الرياح ِ ووجهِ السماءْ
تَلاقَفَني الريحُ حدّ َ المحيطاتِ إذ ْ لا قرارْ
فياربِّ هَبْ لي قرارا ً وزدني ثباتْ
و إذ لا شعورْ
من النجمةِ الضوءُ ينهالُ حولي
فأمتدّ ُ من قطرةٍ فرّقَتْها الرياحْ
و منْ ذرّةٍ في ثلاثينَ لونا ً تدورْ
الى عالم ٍ من بحارْ
توقّعتُ من موعدي لا يفوتْ
و من حُبِّنا لا يموتْ
ولكنْ ... قطعتِ الرّجاءَ الذي كانَ لي
بعضَ قوتْ
و قد كِدْتُ من بعْدِ عيْنيكِ أمضي لِحَتْفي
وحزنا ً أموتْ
على قِبْلةٍ من هيامي اليكِ
على لمسةٍ من يديكِ
حرامٌ عليكِ
أنا كلّ َ يوم ٍ أقابلُ وهماً وأشكو إليهْ
أنا لم أقل كذبة ً في حياتي
أنا مَنْ جنى صِدقُهُ ثلاثينَ عاماً عليهْ
أنا كلّ َ يوم ٍ أرى نجمة ً عاريه
أحاطَ بها البردُ والثلجُ حتى بَدَتْ كالجحيمْ
تُحاولُ حرقَ المداراتِ كي تُصبِحَ العاليهْ
أنا أكثرُ الناس ِ حزناً لأني
وبعدَ انتظارٍ طويلْ
وبعدَ المنى الماضيهْ
وجدتُ الجنائنَ لا شئَ إلا ... حجاراتِ قارٍ
وأكوامَ رمل ٍ ... ومزرعَة ً خاويهْ
أنا أتعسُ الناس ِ حيثُ الحياة ُ بما تحتوي
غرفة ٌ خاليهْ
فهل تستحِق ّ ُ التنافرَ فيها؟
وهل تستحقُّ افتراءً ولوناً كريها؟
و هل تستحقُّ النفاقْ ؟
و هلْ مُسْتَحِقّ ٌ أنا منكِ هذا الفراقْ ؟
و هل يستحقُّ الحبيبُ الذي ماتَ حُبّاً
وماتَ احتراسا ً وماتَ اشْتياقْ
لهذا الفراقْ ؟
نعمْ تستحِقينَ مني دموعي
و تستأهلينَ ارتِجافاتِ قلبي التي كسّرَتْ لي ضلوعي
و تستأهِلينَ أهواكِ حتى مماتي وحتى رجوعي
نعم تستحقينَ أنْ اسهرَ الليلَ إياكِ مثلَ القمرْ
نعم تستحقينَ مني دموعي
الى حدِّ فقدِ البصرْ
أ لستِ الحبيبهْ ؟
نعم تستحقّينَ أنْ أُشْعِلَ الليلَ كي تعرِفي أينَ أنتِ
وكي تهتدي
فلا تحملينَ حسابَ الدهرْ
نعم تستحقينَ مني الكثيرْ
وتستأهلينَ الكثيرَ الكثيرْ
تقولينَ لي قد تسَرّعتَ جداّ
كأنكِ لا تعرفينَ المصيرْ
تقولينَ لي قد تسرّعتَ جداّ
كأنكِ لا تعرفينَ الليالي
ولا تعرفينَ التحدّي الكبيرْ
تقولينَ لي قد تسرّعتَ جداّ
كأنكِ لا تعرفينَ الحياةَ .. القطارْ
و مشوارُهُ ما طالَ جداّ قصيرْ
أنا لستُ أحتاجُ منكِ الكثيرْ
فلا تغضبي